رحلة التوبه الى بيت الله الحرام

رحلة التوبة الى بيت الله الحرام

إنها رحلة الحج .. تتلاشى فيها كل معايير الدنيا ..حينما تجتمع ملايين القلوب على صعيد واحد.. فالمعبود واحد هو الله جلّ في علاه .. والمكان واحد هو بيت الله الحرام والزمان واحد هو موسم الحج واللباس واحد هو لباس الإحرام الأبيض والهتاف واحد لبيك اللهم لبيك والهدف واحد هو العفو.. .
الحج .. رحلة التوبة .. يتساوى فيها الأمير والفقير فلا ميزان إلا ميزان التقوى التي ينشدها العائدون إلى الله من ذل المعصية إلى عز الطاعة .
ولا غرو في ذلك فبيت الله الحرام يتوسط الأرض موقعا يقصده الحجاج والعمار من كل فج عميق وعلى كل ضامر ففي الحج تُغفر الزلات، وتُقال العثرات، وتُمحى الذنوب والهفوات، ويرجع الحاج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ويبقى طاهرًا نقيًا.. فأي فضل وأي كرامة بعد هذا .؟! فقبل الحج يذهب المسلم إلى بيت الله الحرام حائرًا فقيرًا مشوش القلب والفكر، وبعدما يعود.. يعود عامر القلب بما منحه الهادي سبحانه وتعالى من النور، وما حباه الغني من العطاء، وما متّعه الرحيم من الطمأنينة.
إن الحج يختلف عن الفرائض الأخرى، ففيه الصلة الروحية والطهارة النفسية والقدرة العقلية والسياحة الفكرية والقوة البدنية والعزة الربانية: لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ [الحج : 28].
فيا من فارقت الأهل والأحباب من أجل أن ترضي ربّ الأرباب.. استغل موسم الحج فانه الفرصة الاثمن و قال عليه الصلاة والسلام: تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب ، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة
في موسم الحج حقِ للقلوب أن تبكي قبل العيون، وتنكسر الأفئدة كسرة ملتئمة بالحب والرجاء من خال ق الأرض والسماء. ما أجمل عظمة الربوبية، وما أعظم فضل الألوهية، وما أجمل أن يتفضل الله على عبادِهِ، فيدعوهم إلى بيتِهِ العتيق ليغفرَ ذنوبهم، ويُطهِّر قلوبهم، ويُضاعِف أجورَهم، ويُجدد أرواحهم، ويمنحهم من فيضِ فضله ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وما أجمل أن يتفتح المؤمن على نداء الله له ، وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق (الحج:27).ليتلقى المؤمن هذا النداء كما تتلقى الزهرة قطرات الندى، فيحيا به ويسعد، ويتجهز من فورِهِ لإجابةِ دعوة الله، وينضم إلى وفدِهِ الكريم، مُهاجرًا إلى حرمه المقدس، وبيته الأمين، هاتفًا من أعماقِ قلبه لبيك اللهم لبيك .

اللهم اغفر ذنوب جميع عبادك يا رحمان انت مولاهم انك غفور رحيم

الله يجزيكي الخير يا نايس سمايل على نفحاتك الروحانية الجميلة

الله يرضى عليكي وعلينا اجمعين